أنقذ المهاجم البديل فريد منتخب بلاده البرازيل من هزيمة محققة بعد أن أحرز هدف التعادل 2-2 في الدقيقة الأخيرة من اللقاء أمام باراغواي مساء اليوم السبت في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في الدور الأول لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حالياً في الأرجنتين حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
سجّل للبرازيل جادسون (38) وفريد (90) ولباراغواي سانتا كروز (54) وفالديز (67).
وبات رصيد كل من البرازيل وباراغواي نقطتين من تعادلين، إذ تعادلت البرازيل مع فنزويلا (صفر-صفر) وباراغواي مع إكوادور (صفر- صفر) في الجولة الأولى، واقتسم المنتخبان بالتالي الصدارة بانتظار ما ستسفر عنه نتيجة المباراة الثانية في المجموعة بين منتخبي الإكوادور وفنزويلا في وقت لاحق من صباح الأحد.
وساهم هدف فريد في إنقاذ البرازيل من توديع البطولة مبكراً لأن نقطة التعادل اليوم، ستساعدها في بلوغ الدور الثاني في حال تفوقت على الإكوادور في الجولة الأخيرة من دون الدخول في الحسابات.
والتعادل في مباراة اليوم، هو الثامن بين المنتخبين منذ انطلاق كوبا أميركا، إذ تواجه المنتخبان في 27 مباراة سابقاً ففازت البرازيل 13 مرة وباراغواي سبع مرات.
أداء برازيلي سيء
على الملعب الأولمبي في كوردوبا والذي يحمل منذ نحو عام اسم ماريو كيمبيس أحد أبطال منتخب الأرجنتين الفائز بكأس العالم 1978، لم يرق الشوط الأول إلى الطموحات المعقودة على الفريقين خصوصاً حاملة اللقب في النسختين الأخيرتين البرازيل التي أخفقت في تحسين صورتها ومصالحة جماهيرها بعد تعادل مخيب جداً في الجولة الأولى أمام فنزويلا.
وفي تفاصيل الشوط الأول، دخلت باراغواي أجواء اللقاء سريعاً وكانت صاحبة الفرصة الأولى في الدقيقة الثالثة عندما مرر لوكاس باريوس كرة جميلة أمامية إلى مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي روكي سانتا كروز داخل منطقة الجزاء الذي تلقفها وسددها بقوة بجانب القائم الأيمن للحارس جوليو سيزار اثر مضايقة المدافع اندريه سانتوس له.
في المقابل، كانت محاولات المنتخب البرازيلي الذي لعب بغياب روبينيو على مرمى باراغواي خجولة جداً فأمضى الحارس خوستو فيار الدقائق العشرين الأولى متفرجاً مثله مثل الجماهير في المدرجات، حتى أبصرت النور أول منظومة كروية تليق براقصي السامبا عندما تلقى باتو كرة بينية من غانزو داخل منطقة الجزاء وشق طريقه إلى المرمى لكن تدخل فيار في اللحظة الأخيرة أنقذ مرمى باراغواي من هدف محقق.
وأخفق المنتخبان في بناء الهجمات بسبب اللعب العشوائي فانحصرت الكرة في وسط الملعب حتى بات اللقاء مملاً جداً لكن بديل روبينيو، جادسون كان له رأي آخر، وأكّد لمتابعي اللقاء أن ما يشاهدونه هي مباراة في كرة القدم وليس رياضة أخرى، عندما فاجئ الجميع في الدقيقة 38 بتسديدة قوية بيمناه من خارج منطقة الجزاء باغتت الحارس فيار واستقرت في الشباك معلنةً تقدم الفريق الأصفر بهدف وهو الأول للبرازيل منذ انطلاق البطولة.
هكذا جاءت أحداث الشوط الأول، برازيل لا تشبه البرازيل ومنتخب باراغواياني لم يقدم الكثير على الرغم من استحواذه على الكرة ونجاحه في إغلاق المساحات أمام مهاجمين برازيليين كان يتوقع منهم أن يقدموا أفضل من ذلك.
فريد المنقذ
استهلت البرازيل الشوط الثاني بتغيير واحد أجراه المدرب مانو مينيزيس بإشراك إيلانو مكان صاحب الهدف جادسون، لكن أداء السامبا لم يرتق، مما فتح أبواب مرماه أمام باراغواي التي أدركت التعادل في الدقيقة 54 عندما توغّل مارسيلو إيستيغاريبيا على الجانب الأيسر وعكس كرةعرضية مرت من أمام الجميع وقابلها من أمام المرمى سانتا كروز الذي أودعها الشباك بسهولة.
عانى البرازيليون كثيراً في الانطلاق من الخلف وفي إخراج الكرة من منطقتهم أمام تقدم لاعبي باراغواي الذين نجحوا في إجبار منافسهم على ارتكاب الأخطاء، وكانت أشدها في الدقيقة 67 عندما قطع كريستيان ريفيروس الكرة من مدافع برشلونة الإسباني داني ألفيش داخل منطقة الجزاء ومررها إلى سانتا كروز الذي هيأها بدوره إلى هايدو فالديز المنطلق من الخلف، فتمكن الأخير على الرغم من تصدي الحارس سيزار لتسديدته من متابعة الكرة بصدره داخل المرمى مسجلاً هدف بلاده الثاني.
رغم النتيجة وتعقد مهمة البرازيل في حال الهزيمة، لم يتمكن رجال المدرب مينيزيس من تغيير أسلوب لعبهم العشوائي وبقيت الأوصال مقطوعة بين خطوطهم.
ولعب مينيزيس آخر أوراقه في الدقيقة 82، فدفع بالمهاجم فريد مكان نيمار الذي ظهر بمستوى سيء طوال المباراة، لكن باراغواي واصلت تفوقها وكادت تسجّل الهدف الثالث في الدقيقة 83 اثر هجمة من الناحية اليسرى أنهاها إنريكي فيرا بتمريرة عرضية مرت أمام فالديز المتواجد على بعد خطوات قليلة من المرمى.
ورد المنتخب البرازيلي في الدقيقة 85 عبر ضربة حرة من حوالي 30 متراً انبرى لها إيلانو وأرسل الكرة صاروخية إلا أن فيار تألّق في التصدي لها وأخرجها بأطراف أصابعه إلى ركنية.
وفيما كان لاعبو باراغواي ينتظرون مضي دقائق المباراة لحصد النقاط الثلاث، جاء ما لم يكن في حسبانهم عندما أدرك فريد التعادل في الدقيقة 90 اثر تسديدة زاحفة مباغتة أطلقها من حدود منطقة الجزاء من بين مدافعين، استقرّت في الشباك على يمين فيار لينتهي اللقاء بالتعادل الذي غلب على نتائج البطولة حتى الآن.
"تعادل مرّ"
وعقب اللقاء اعترف مهاجم باراغواي لوكاس باريوس بأن التعادل مع البرازيل كان بطعم المرارة. وقال في هذا الصدد: "السقوط في فخ التعادل في الدقيقة 90 يمثل حظاً سيئاً للغاية وبطعم المرارة. لعبنا هذه المباراة أمام أفضل منتخب في العالم. كانت النقاط الثلاث بحوزتنا ولكننا أهدرنا نقطتين".
وأشار باريوس إلى أن ما يزيد من مرارة هذا التعادل أن المباراة الأخيرة في هذه المجموعة أمام فنزويلا ستكون حاسمة وليس أمام الفريق سوى الفوز فيها من أجل التأهل لدور الثمانية.
وقال زميله البديل نيلسون هايدو فالديز الذي سجل الهدف الثاني للفريق إن فريقه أهدى البرازيل نقطة لا يستحقها.