الثقافة الصحية وانعكاسها على سلوك أفراد الأسرة
* محمد أحمد النابلسي
ـ العادات الصحية السيئة:
إن غياب الثقافة الصحية عند الأهل ينعكس في اتباعهم لسلوك حياتي لا تراعى فيه القواعد الصحية. وهذا الإهمال الصحي يصل أحياناً إلى حد تهديد حياة وصحة أفراد العائلة بل وربما جميع أفرادها. وفي تعدادنا لمظاهر الجهل الصحي نبدأ بـ :
أ ـ اللقاحات: يبدو الأهل وكأنهم يتجنبون تلقيح أنفسهم وأطفالهم. ولي بعض المشاهدات المؤثرة في هذا المجال:
1 ـ أحدهم أراد تطليق امرأته لأنها لقحت الطفل وأوجعته بالإبر.
2 ـ أحدهم يريد أن يحصل على تقرير طبي يفيد أنه لقح أولاده الثلاثة دون أن يكون قد لقحهم فعلاً. علماً أن اللقاح كان مجانياً.
3 ـ في إحدى حملات التقيح ضد السل كانت عائلات بأكملها تهرب كي تتجنب التلقيح!
ب ـ الطب الشعبي: بالرغم من عدم تأمين الطبابة للجميع إلا أن الفرد في مجتمعنا لا يعدم الوسائل للحصول على الرعاية ((مستشفيات ومستوصفات مجانية)) ضمان اجتماعي، مساعدات، هبات ... الخ). وبالرغم من ذلك فإن أعداداً كبيرة لا تزال تتوجه للقابلات غير القانونيات للإشراف على عمليات الحمل والولادة مع ما في ذلك من أخطار على الحامل ووليدها على الصعيدين النفسي والجسدي. كما يلجأون للسحرة كي يخرجون الشياطين من مريض الأعصاب وكي يحصرون الجنية في قنينة بالنسبة لمريض الانفاصم الذي يسمونه بالشقيقة نسبة إلى الجنية وتطول القائمة ...
ج ـ فضيحة المرض: لا تزال معظم عائلاتنا تصنف بعض الأمراض على أنها فضائح فتلجأ لإخفاء المرض وأحياناً إخفاء المريض نفسه عوضاً عن التوجه به للعلاج. وفي طليعة الأمراض ـ الفضائح تأتي الأمراض النفسية على أنواعها ثم الصراع فالأمراض التناسلية فالأمراض المعدية وأحياناً الأمراض الجسدية المألوفة فعلى سبيل المثال تخفي إحدى العائلات إصابة ابنتها بتضيق الصمام الميترالي، الذي يمنعها من الحمل، ويزوجوها ويدعونها تحمل لأن زوجها لا يعرف أنها مريضة وأن قلبها لا يتحمل مخاطر الحمل وتموت الفتاة أثناء الولادة!.
د ـ قواعد النظافة: غالباً ما يهمل الأهل تعليم أطفالهم قواعد النظافة ويهملون هم أنفسهم تطبيق هذه القواعد.
هـ ـ الإشاعات الصحية: وأولها وصف العقاقير بالتناقل بمعنى أن ينصح الواحد الآخر باستخدام عقار معين استخدمه هو شخصياً دون الأخذ بعين الاعتبار أن الحالتان وإن تشابهتا في أعراضهما فقد تكونا مختلفتين.
وعن طريق هذه الإشاعات باتت عائلاتنا تستخدم عدداً من العقاقير وكأنها قطع حلوى دون الأخذ بعين الاعتبار لا آثارها الجانبية ولا حقيقة مجال استعمالها. فمضادات الهيستامين تستعمل كمهدئ ومنوم في حين أنها مضادات حساسية وقس عليه.